إن إعطاء رتبة الاجتهاد لمن وجب عليه التقليد أدى إلى ظهور حالة التنحيت الديني وهي أن المقلد يصنع لنفسه دينا من متشابهات النصوص، ويحول الشريعة إلى حالة السيولة القصصية والتاريخية، ثم يعطف على السلف وينقض أقوالهم بالنحت الذي سمي بالقول الراجح ومذهب الدليل، الذي أدى إلى عزل الشعوب الإسلامية عن المدرسة الفقهية السنية، وأعاد إنتاج الطوائف في صدر الإسلام بين أهل السنة والجماعة اليوم، وانقلب الدين بدعوى التجديد، وولدَت الأمة ربتها بسبب التنْحِيت.