إذا غيَّرت رأسك فلا تَنْس أن تُبدِّلَ قدمَيك

إذا غيَّرت رأسك فلا تَنْس أن تُبدِّلَ قدمَيك

1-كل رأس له أقدام تناسبه:

إن استخدام بعض الجماعات الدينية قواعد فكرية مغالية في التكفير من أجل الوصول إلى قتال شرس في محاربة الأعداء والخصوم السياسيين، ثم تحقق الهدف في الوصول إلى الغاية عن طريق تلك القواعد الفكرية، فإن العهد القديم سيصبح في نظر أصحابه فكرا قديما غير صالح للاستعمال في الدنيا وليس هو من رضا الله في الآخرة، بل عبئا على الدين والسياسة لأنه لباس ضيق حسب حجم الجماعة الفئوية، ولا يتسع للمجتمع الدولة، وعند قيام الدولة تكون حاجات الدولة والسياسة هي تبديل الأقدام الفكرية لأنها أصبحت عجلات مَركبة مهترئة، لا يمكنها أن تحمل رأسا جديدا في حجم الدولة والشعب.

2-المتشابهات وقود المرحلة:

هذا يبين خطورة استخدام الدين استخداما توظيفيا في تكفير الخصوم السياسيين بالولاء والبراء والحاكمية، وفي خدمة الفئوية الضيقة حسب أفكار الأب المؤسس للحزب والجماعة والموالاة والمعارضة، فعندما ترى التكفير السياسي أثناء الثورات، فعليك أن تنتظر  الإيمان السياسي في المرحلة التالية، ومتشابهات الكتاب والسنة وشعارات الإسلام هو الحل والفرق الناجية والطائفة المنصورة هي خدمات توصيل فقط في دورات فكرية لا متناهية.

3-الفرق بين الجماعة والمذهب:

 أما المذاهب المتبوعة فقد كتبت بلغة عصية على التوظيف وقادر ةعلى حماية الاستقرار  بثباتها، على حين ترى الجماعات المتجاوزة هذا الثبات في المذهب جمودا، بينما ترى انقلابات الجماعة الحادة على مبادئها الأساسية مرونة ومقتضيات المرحلة، وفي جميع المراحل فإن متشابهات النصوص هي وقود لمرحلة لحشد الجمهور  والتعبئة ضد الخصوم، هذا في زمان صار الفكر  يتغير  كالملابس، غسيل ولبس وكوي على بخار  السياسة، وقد شهدت نصوص الشريعة على تبدلات الدين بين يدي الساعة، وأن الناس يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا ثم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، لذلك نؤكد دائما على أن ثبات المذهب الفقهي هو حارس للأمن الفكر ي والاجتماعي والسياسي، وطريق السنة بين فيها.

الطريق إلى السنة إجباري

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عمان أرض الرباط

29– ذي القعدة -1446

27-5-2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top