إن أئمة الحنابلة الذين بيَّنوا معتمد المذهب في الفتوى ليسوا عُمْيا عن الروايات عن الإمام أحمد، بل إن المعتمد في المذهب هو ثمرة تحرير أقوال الإمام، وتفسير الروايات عنه، ونحن نبدأ من حيث انتهوا، وإن محاولة العوام إعادة تفسير الروايات عن الإمام بآرائهم المعاصرة، ورد معتمد المذهب، هو هدم لجهود الاجتهاد الجماعي في تحرير المذهب، كما أن تحويل القول المضعَّف إلى المركز، والمعتمد إلى طرف وهو جوهر التفكيك للمذهب وهدمه، وهذا ينسحب على المذاهب الثلاثة الأخرى، والمذهب هو الحصن الذي يحمي الشريعة من التحريف.