1-كان مالك رحمه الله إذا دخل بيته يدعو: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، استنباطا من الآية: (وَلَوْلَآ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ ) فَدلالة المدح تعني قولوا كما قال، وهذا الدعاء لم يفعله رسول الله ولا أصحابه، ومالك هو مَن قال: وما لم يكن يومئذ دينا فلن يكون بعده دينا، في معنى الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)، وهو الذي يعتبِر ما ليس عليه العمل أصلا من أصوله، ومع ذلك يُحدِث دعاء جديدا مستنبطا من عموم المدح في الآية.
2-فانظر كيف يسير الإمام في مضائق الاستنباط، ويتصرفُ في الأدلة عند تزاحُم الأصول، ويعْبُر بالشريعة إلى الامتداد في الحياة، خلافا للتعليل بالعدم المحض بمقولة: لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يهدم عمومات الشريعة وأقيستها ومصالحها، ويَحْجُر على نصوص الشريعة في الواقع.