كنتُ أمُر بسيارتي من جهة البوابة الشمالية للجامعة الأردنية، ولفَت انتباهي ذلك الأب الذي كَدَّح السِّرُ وجهَه لم يركن إلى إيصال بناته بوابة الجامعة فقط، بل يقطع طريق السيارات ليعبر بابنتيه البالغتين اليافعتين الشارع، ثم يعود ملَوِّحا لهن بيده مسرورا مطمئنا، وكأنه حماهن من حادث أليم، ويبدو أن الأب طُبع على هذه العادة منذ كانت بناته في الروضة، ولم يستطع أن يتخلى عن القوامة والرجولة، لأنهما جِبِّلات خلق الله الأب عليها، ولن يتخلى عنها إلا إذا نزع قلبه من صدره وأُلقي لضباع النَّسْوَنَة.