قد تضحي ولكنك لك حظ في تلك العبادة وهي أكل اللحم، وقد تدرس مخلصا ولك حظ نيل الشهادة، وتعمل بها لتحصيل الرزق، قد تقاتل دفاعا عن مالِكَ وأرض الإسلام ولك حظ دنيوي في ذلك كله، وقصد ذلك الحظ الدنيوي لا ينافي الإخلاص، لكن الذي يلاحِظ أمر الامتثال أفضل إخلاصا من الذي سعى في حظه مع الغفلة عن الأمر، بل إن الله تعالى رغب العباد بالإخلاص له وجعل لهم حظا لأنفسهم من الجنة والآخرة والزيادة من النعمة في الدنيا، وذلك كله لا ينافي الإخلاص إذْ الشارع لا يأمر بالإخلاص وما ينافيه في وقت واحد، أما الذي ينافي الإخلاص فهو الشرك الأصغر من الرياء، والشرك الأكبر من الجاهلية كالذبح لغير الله، ومشابهة الحداثة في إقصاء الدين من أجل الوطن، وغير ذلك مما ينافي القصد الأول وهو الامتثال والتعبد لله تعالى، هذا ما فهمته من الإمام الشاطبي.