لا يعني أن فكرة ولاية الفقية التي أسسها الخميني لاستعادة الدور السياسي للشيعة في مجال الولايات العامة أن هذه الفكرة ستؤهل الشيعة إلى رشد الدولة ووظيفتها العامة، لأن ذلك سيصطدم مع العقيدة الأصل عند الشيعة وهي تحريم الولايات العامة إلى حين ظهور القائم (المهدي المنتظر عند الشيعة) بالإضافة إلى قلة التراكم العلمي في تطبيقات الإمامة خلافا لأهل السنة الذين بحثوا في الإمامة في ظروف استثنائية مختلفة، من حروب وغزو مغولي وفتن داخلية، وحافظوا على الإمامة من الخلافة الراشدة مرورا بالأموية والعباسية وانتهاء بالعثمانية قرونا طويلة، كما أن الشيعة لا يستطيعون الخروج من عباءة الأقلية الطائفية ذات الطبيعة الانتقامية التي تعيش في البحر السُّني، وينطبق عليهم المثل: ليس هذا بعُشِّك فادرُجي.