لما عرض المنصور على الإمام مالك أن يجمع الناس على كتاب الموطأ فأبى مالك ذلك، مما يعني رفْض أي شكل من تدخل سيف السلطة في القضايا العلمية القائمة على أسس النظر وقواعد الاجتهاد، وأَنَّ تدخل سيف المنصور سيؤدي إلى استحداث سلطة دينية بدلا من البيان العلمي، ومحاكم تفتيش بدلا من المناظرة، مما يمهد لبعثة فلاسفة الحداثة في تنوير ديني جديد يُقصي استبداد السلطة الدينية ومحاكم التفتيش، فسبحان الذي ألَهْم سيدي مالك، وما التوفيق إلا بالله.