الارتدادات الفكرية للحرب على غزة
(الحداثة والتعثر في خط الاستواء)
1-وهم العقد الاجتماعي وحقيقة العهد مع الله تعالى:
اخترعت فلاسفة الحداثة العقد الاجتماعي بوصفه وسيلة لفهم التمثيل الاجتماعي والتأصيل للإرادة العامة والدولة وعلاقة الفرد بوصفه جزءا من تلك الإرادة، وأنه لا يجوز للفرد أن يستعبد فردا آخر ولا لشعب أن يستعبد شعبا آخر، وهذا العقد هو أمر وهمي كخط الاستواء، واختراع غيبيات بعيدا عن الدين من أجل فهم استقامة الدنيا شعبا ودولة، وهو لا يضيف معنى للبشرية، بل هو تكيف جديد لدموية الإنسان وإجرامه بعيدا عن حكم الشرع، على خلاف مواثيق الله مع خلقه على الإيمان وعصمة الدماء وكرامة الإنسان فهي مواثيق حقيقية راجحة على وهم العقد الاجتماعي.
2-توأمة جرائم الإبادة في غزة مع العقد الاجتماعي:
لذلك اخترعت الدولة الاستعمارية مفردات جديدة حتى لا تتعارض مع خرافة العقد الاجتماعي بتسمية السطو المسلح على الشعوب بأسماء تلطيفية مثل الانتداب على فلسطين، الاستعمار، وإبادة شعب في غزة والجزائر باسم حق الدفاع عن النفس، والقرصنة في أعالي البحار وتسمية ذلك بالمصالح العليا، فالمفردات الدموية هذه كلها جاءت للتأقلم مع خرافة العقد الاجتماعي الذي هو عدمي كعدمية خط الاستواء.
العقد الاجتماعي، الإسلام والحداثة، الحرب على غزة، مبادئ القانون الطبيعي، التجديد الديني
المحجة البيضاء
الكسر في الأصول لا ينجبر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عمان أرض الرباط
27-جمادى الأولى -1446
29-11-2024