[[printfriendly
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة
(الفتاوى السائلة في القضايا الصلبة)
1-الجهاد جزء من مركزية الأمة لا رؤية الفرد والجماعة:
مسائل الجهاد مكتملة في الفقه من حيث التفاصيل والعلل والتصورات، ولكن يبقى النظر فيها في محل الحكم في أوضاع غاية في البحث الجاد في السياسي والعسكري والمؤسسي، ومن السهل جدا على أي شخص أن يذهب إلى الحديث عن الجهاد في خطاب دعوي سائل لا يترتب عليه عمل، وليس فيه إلا تشنيف الآذان ودغدغة العواطف وتسول رضا الجمهور دون أن يكون هناك خطاب حقيقي يحمل التكليف لا التشنيف.
2-تجاوز مركزية الأمة والشريعةفي الفتاوى السائلة في القضايا الصلبة:
وخطاب السعادة بالجهاد يتجاوز خطاب الجهاد في خطاب أمة لها مرجعية فقهية حاسمة في قضاياها الصلبة، وأن الجهاد قرار أمة وليس رؤية فردية، وهو متوقف على قضايا أخرى أساسية مثل حقيقة الدولة والإمامة السياسية والكفر والإيمان، وهذه تمثل شرطا ضروريا عاديا وشرعيا لاستنزال الأمة من ربها كرامة الجهاد وشرفه، فإذا لم تُعيَّن المحجة البيضاء على نحو قاطع، فإن الكلام بالجهاد خطابة سائلة، وتعبئة عامة في مجتمع مفكك معرفيا، ومتلاعن على مستوى الجماعات الدينية والسياسية، ويكون الجهاد في هذه البيئة الموبوءة معرفيا هو جزء من فتاوى الحماسة والوجبات الدينية السريعة ورسائل بلا عنوان.
التجديد الديني، فقه الجهاد، الحرب على غزة، مركزية الأمة، فرعية الدولة والسلطة، أصول الفتوى، أصول الاجتهاد،
المحجة البيضاء
الكسر في الأصول لا ينجبر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عمان أرض الرباط
15-جمادى الأولى -1446
17-11-2024