الارتدادات الفكرية للحرب على غزة
غزة مرآة يرى العالم فيها وجهه القبيح وجبينه الجريح
1-تكسرت المرايا إلا مرآة الحقيقة:
تكسرت على شواطيء غزة المرايا المحدبة التي تريك القريب بعيدا، والمقعرة التي تريك الصغير كبيرا، لم تبق إلا المرآة الوحيدة الحقيقية هي غزة، يرى العالم فيها وجهه القبيح، وجبينه الجريح، والشعب الذبيح، يموت الناس جوعا والطعام على باب دارهم المحاصرة، ليس نتيجة كارثة طبيعية بل بإرادة السيد الدولية التي تستنكر على استحياء ما يفعله الخادم الذي رضي عنه السيد.
2- الفكر أقوى من السلاح:
قد يعجز السلاح ولكن لا يعجز القلم عن تفكيك الفلسفة البائسة في مباديء القانون الطبيعي والبقاء للأصلح في داروينية السياسة والاجتماع، التي هي أخطر من الداروينية الحيوية، لقد غزانا المغول بسلاحهم لكننا انتصرنا بالإسلام، وانتصرت فلسفة اليونان بالفكر على جيوش روما، وكذلك يستطيع الإسلام في النظر الأصولي والفقهي أن يفكك فلسفة الموت وإعدام الإنسانية، وأن ينتصر بالإسلام على فلسفة الحداثة، ولكن ماذا يمكن أن نفعل إذا كان الفكر الديني هو نفسه الذي يعيد النظر في النص ويتجاوز الأصول والمذاهب المتبوعة ويطبِّع مع الحداثة في عُرس البغل للتجديد، أوَلا يعلمون أن البغل لا يلِد.
الطريق إلى السنة إجباري
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عمان أرض الرباط
28- ذي القعدة -1446
26-5-2025