التجديد الديني وإعادة النظر في النص
(براعة في التسويق وإخفاق في الحقيقة)
1-المفكر الإسلامي المعاصر والركوب في آلة الزمن:
بما أن المذاهب المتبوعة- في زعمه- جامدة وليس عليها دليل، وأن متأخري المذاهب فارقوا أئمتهم، قفز عديم المذهب قفزة بهلوانية في التاريخ والرواية حتى وصل إلى أئمة الدين، ثم خلعهم بقوله: كلٌّ يؤخذ منه ويُرد، وإذا صح الحديث فهو مذهبي، حتى إذا وصل للصحابة قال إنهم ليسوا معصومين، ثم طمس عديم المذهب المحجةَ البيضاء في عمل الأمة في المذاهب المتبوعة ووضع رؤيته الفكرية وأقواله الدينية على ألسنة السلف، وأرهق المطابع بالنسخ واللصق، ولم يكن لِيتم له ذلك إلا بعد أن تنكَّب المحجة البيضاء في عمل الأمة المتصل والمستمر من لدن السلف الأول حتى يومنا هذا.
2-اللون الرمادي محبَّب لأتباع المتشابه:
أ-الاعتماد على الديباجة والشعار:
اخترع عديم المذهب منطقة رمادية بمقاييسه سماها أهل الحديث على طريقته-مع أن المذاهب المتبوعة لا تخرج عن أهل الحديث- وذلك ليستنبت وجهات نظره في مَشتَل التجديد الديني المعاصر، وتسويقها بأسماء شريفة هي: الإسلام هو الحل، والكتاب والسنة، والنهضة، والتقدم، وأهل الحديث، والتجديد، السلف، ثم محاكمة أئمة الدين المجمع على إمامتهم وتبديعهم بناء على الحشد العشوائي للروايات والقصص الديني.
ب-إعادة النظر في النص وتجاوز المذهب نموذج عام:
وهذه الشعارات حالة عامة لا تقتصر على جماعة دون أخرى، بل هي نموذج التجديد الديني النمطي، الذي يريد أن يعيد النظر في النص ويتجاوز المذاهب المتبوعة التي عليها عمل الأمة، ويتقمص الروايات ليضع عليها فهمَه ثم ينسبه للدين والسلف، ومن عارضه فقد رد على الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم.
3-فكر العنكبوت رأي فردي أما المذهب فهو لزوم الجماعة:
أ-رؤية العنكبوت الفردية ترد فقه الجماعة:
الفكر الذي قام على التجاوز كنسج العنكبوت، الذي يمسك بالجدار ويخرج خيوطه من رأسه، وإن الفكر الديني التجديدي المعاصر بعد طمسه المحكمات في عمل الأمة في المذاهب المتبوعة، وكتب التدريس، يريد أن يعيد تفسير النص، وهو يمسك الروايات بالمقلوب، ثم يُخرج من رأسه مادة فكرية ليست إلا في رأسه، ويلهِي بها الناس، ويسوق بضاعته الفكرية بوضعها على ألسنة السلف، مع استخدام تأثيرات إعلامية يغري بها جمهور الضحايا، وما بضاعته إلا مشاقة الجماعة والخروج على السلف.
ب-عمل الأمة يدحض فكر العنكبوت:
وإن عمل الأمة في المحجة البيضاء ومذاهبها المتبوعة يدحض فكر العنكبوت، بل إن قتال عناكبِ الفرق الناجية عناكبَ الطائفة المنصورة، والإسلام هو الحل يقاتل فهم السلف على الكتاب والسنة كاف في دحض الفكر العنكبوتي المتصارع بسبب التناقض، وإن ظهور الخلل في الكلي يغنيك عن أن ترهق نفسك في تتبع خيوط العنكبوت خيطا خيطا، وطريقته في حشد الروايات من غير باب ولا محراب، وإنه قد آن الأوان للعودة إلى مرجعية الأمة في مذاهبها المتبوعة وليس رأس العنكبوت.
التجديد الديني، اللامذهبية، الفكر الإسلامي، إعادة النظر في النص الديني، تجاوز المذاهب المتبوعة.
عبد ربه وأسير ذنبه
الطريق إلى السنة إجباري
الكسر في الأصول لا ينجبر
أ.د وليد مصطفى شاويش
عَمَّان الرباط
28-ذي الحجة-1445
5-7-2024