إذا اقتات قوم اللحم واللحم موزون، والأصناف المذكورة في الحديث الشريف كالتمر والأقط مَكِيلة، فكيف يمكن تقدير اللحم الذي لا يكال بل يوزن؟ فهل تقدَّر القيمة النقدية، أم القيمة الغذائية في الإشباع وحصول الاقتيات؟ المعتمد في المذهب هو تقييم غير المكيلات بالمنفعة الغذائية للمكيلات المجزئة في صدقة الفطر، لا بالقيمة النقدية، فمثلا إذا كان صاع التمر يكفي الإنسان غَداءً وعَشاءً، فيُعطى من اللحم عندئذ ما يكفي الإنسان غداء وعشاء، وهو ملْحَظ اقتصادي دقيق في اعتبار مقصد المنفعة الغذائية معيارا بدلا من القيمة النقدية، لأن قصد الشارع هو الكفاية الغذائية التي تُغني عن السؤال في ذلك اليوم، وليس الإغناء النقدي الذي هو واسطةٌ إلى الكفاية الغذائية ووسيلةٌ إليها.