درج علماء السنة على تقسيم العلماء إلى علماء الدنيا وهم الذين يبتغون الدنيا بعلمهم، وعلماء الآخرة الذين يبتغون الآخرة بعلمهم، وكان القضاة والفقهاء والمفتون لا يُعَدُّ جهادهم ورياستهم في الأمور الدينية عند السلطان قدحا في دينهم، بل هو جزء من القيام بواجب تطبيق الشريعة، لأن المعيار هو علماء الدنيا أو الآخرة، وبعد أن سيطرت الحداثة على كليات الحياة، والحداثة ليس فيها الدنيا والآخرة، بل فيها المعارضة والموالاة، قُسِّم العلماء إلى علماء معارضة ربانيين، وهم خوارج في قول علماء السلطان، وعلماء السلطان وهم علماء الاعتدال والتسامح الديني وفي قول هم علماء الحيض والنفاس عند علماء المعارضة، وكلهم يحتج بالكتاب والسنة الصحيحة تحت الجذر التكعيبي للحداثة، بين قوله صلى الله عليه وسلم : وإن جَلد ظهرك، والمعارضة إما أن تسخر من الحديث، أو تنكره مع أنه في صحيح مسلم، أو تتأوله بما يتفق مع المعارضة، مما يعني أن كلي الحداثة هو المحْكَم المهيمن على تفسير النص الديني الذي أصبح متشابها، عند الذين فرقوا دينهم وكانوا شِيعا ومعارضة، حقا ولَدَت الأَمة ربَّتها.