قاعدة الفرق بين الخطابة والخطاب في الجهاد

قاعدة الفرق بين الخطابة والخطاب في الجهاد

1-معارك النبي صلى الله عليه وسلم أصول في الجهاد:

كل معركة من معارك النبي صلى الله عليه وسلم كان لها فقهها الخاص بها، وكأن هذه المعارك مؤسسة لفقه في وقائع كل لها حكمها الخاص، وقد ذكرت ذلك في مقالات سابقة، منها ميزة انتصار  القلة في بدر، وهزيمة الكثرة في حنين، ومنها النزول لرأي الشباب لملاقاة العدو خارج المدينة في أحد، وفي الوقت ومنها التحصن في المدينة في معركة الخندق، وكلها كانت ترجع إلى مسائل الإمامة في بيان الأصول وتطبيقات الفروع تلك الأصول، ويجب معرفة ما هو سياسي مؤقت وما هو سنة نبوية إلى يوم القيامة.

2-هل القلة باعتبار العدَد أم باعتبار العُدَد:

إن الداعية المتجاوز  يسرد حالة تلك المعارك أشبه بالقصص التاريخي، فلو احتج بنَصر القلة في بدر، فإنه لا يناقش أسباب هزيمة الكثرة في حُنين، ولا يناقش فقهيا هل القلة بحسب عدد المقاتلين كما هو مذهبنا، أم باعتبار  القوة والسلاح بصرف النظر عن عدد المقاتلين كما هو مذهب الشافعية ، فعلى سبيل التمثيل مقاتل معه طائرة مقاتلة  وهو واحد في العدد، يغلب في القوة عشرات المقاتلين معهم الأسلحة الفردية، وعندئذ يجب بيان التكليف الشرعي الذي يقيم ميزانا لنوع السلاح ثقيل أم لا، متطور تقنيا أم لا، لذلك يجب التفريق بين الفتاوى الفراغية في الخطابة الدعوية، وبين كثافة المعنى في الخطاب الفقهي، ورصانة البناء الأصولي.

الكسر في الأصول لا ينجبر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عمان أرض الرباط

8- ذي القعدة -1446

6-5-2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top