الجهاد بين شعبوية الداعية ونُخبوية السلطة

الجهاد بين شعبوية الداعية ونُخبوية السلطة

1-شعبوية الداعية:

منذ هدْم الخلافة على يد الفكر الاعتزالي بدعوى إبطال ولاية المتغلب وسقوط عدالة الخليفة، وضرورة التجديد بإعادة النظر في النص وتجاوز المذاهب المتبوعة التي كانت تخضع بزعمهم لجبرية بني أمية ، لم يعد للمفكر الإسلامي دور في شأن الدولة، لأن الدولة الحديثة   تتخذ قرار الحرب ضمن مؤسسات تشريعية وأمنية ومالية وخبرات سياسة وعسكرية، وأما دور  المفكر الإسلامي بعد هدم الخلافة فأصبح كدور المؤثرين الاجتماعيين وبقية المثقفين والفنانين والأدباء، في الاعتراض أو الموافقة، وكان آخر دور فعلي سئ للمفكر الإسلامي هو نزع الشرعية عن الخلافة العثمانية، ولم يكن يعلم المفكر الإسلامي أنه يخلع نفسه قبل أن يخلع الخلافة.

2-إنقاذ ما يمكن إنقاذه:

وبدلا من أن يتدارك الداعية الإسلامي خطأ سلفه الاعتزالي الذي نزع الشرعية الدينية عن الخلافة العثمانية، الذي مهد للانقلاب العسكري والسياسي عليها، تمادى الداعية على النهج الاعتزالي في التكفير بالموالاة والحاكمية ونزع الشرعية عن الدولة على أصول المعتزلة، وبنفس الأسلوب الذي انتزعت به الشرعية عن الخلافة، وحرض على الدولة القُطْرية بعدم شرعيتها بالاستبداد وعدم العدالة، واستغل خطايا الدولة وموبقاتها لتحقيق مكاسب معارضة شعبية يصعد عليها، دون إضافة كُلِّية للأمة.

3-الواجب تغير المنكر  وليس الصراع على السلطة:

وكان الواجب هو سلوك مسلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أصول الشريعة بإنكار المنكرات على الشعب والحاكم على حد سواء، وليس هدم الدولة على أصول المعارضة الاعتزالية بنكهة الحداثة القائمة على الصراع على السلطة، دون الاتعاظ بما فعله المفكر الإسلامي الذي نزع الشرعية عن الخلافة العثمانية ثم بكى عليها.

التجديد الديني، الخلافة العثمانية، جمال الدين الأفغاني، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نظام الحكم في الإسلام، الدولة القطرية، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدعاة الجدد، الجهاد في السياسة الشرعية.

المحجة البيضاء

الكسر في الأصول لا ينجبر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان/ الرباط

28-صفر-1446

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top