1- الخطة المعلنة والمبطَّنة:
لا تصرح الجهات التي تحارب المسلمين ودينهم بحقيقة نواياها، وهي حريصة دائما على خطة حقيقية وخطة أخرى وهمية معلنة، يصدق فيهم قوله تعالى: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108).
2-التحليل الإخباري بين المعلَن والمبطَّن:
بسبب خفاء الخطة الحقيقية المبيتة يضطرب التحليل الإخباري في مناقشة الخطة والوهمية وتطبيقاتها، لأنه مشغول بفتات الحقائق الملقاة له على قارعة الطريق للإيهام بالحقيقة، وهي ليست سوى قمة جبل الجليد الغارق تحت الماء، ويضطرب الناس في البحث عن حقيقة ما أخفاه الذين يستخفون من الناس، ولكن الذين استخفوا من الناس كان الله تعالى معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول، والله تعالى يعلمنا أن الذي بيتوه من المكر بالمسلمين ودينهم هو عند الله، فإن كنا مع الله فلن يضرنا كيدهم شيئا، لأن التوفيق الإلهي لأوليائه الصالحين، كفيل بمحو مكر الماكرين، بل إن مكرهم سيكون وبالا عليهم.
3-وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ( 74: التوبة):
أ-نعم بين الله تعالى أنهم هـمُّوا بأشياء كثيرة، والهمّ عمل قلبي يعرفه صاحبه، ولا يطلع عليه إلا الله تعالى، فالذين بيتوا المكر بالمسلمين لا يعلمون حقيقة قلوب بعضهم بعضا، ولكن الله تعالى بين ما هموا به ولم يعرفه المنافقون الـهَمَل الذين بيتوا المكر السيء عن بعضهم، فكيف ما اتفقوا عليه وأعلنوه بينهم في الغرف المغلقة، فهو سبحانه يعلم السر وأخفى.
ب- وأكثر من ذلك أن الهمَّ والمكر السيء بالمسلمين لم يتحقق، ولم يؤتِ زرع الإلحاد السّام ثمره المميت للإيمان، فلم نعلم نحن المسلمين عن زرعهم الخبيث، ولا علمنا بما هموا به، ولا علمنا بما أخفقوا به، وهو الذي وصفه الله تعالى بقوله (بما لم ينالوا)، يعني أن الخطة الحقيقية فاشلة، والله تعالى بث الطمأنينة في نفوس المؤمنين، فلا تخشَوا أيها المؤمنون مكرهم، فوليكم الله تعالى، وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول، من المكر والفساد في الأرض، ومكرهم السيء لا يحيق إلا بهم، باختصار، (هموا بما لم ينالوا)، ولا تعرفون ما هموا به، ولا ما لم ينالوا، ولكن الله يدبر الأمر من السماء إلى الأرض.
الطريق إلى السنة إجباري
وكتبه عبد ربه وأسير ذنبه
د. وليد مصطفى شاويش
عمان المحروسة
25-5-2017