الدِّين في خدمة الشعب!
1-في الاجتهاد يكون العمل للفقيه وفق اجتهاد له أصوله وقواعده، ولا مدخل لقبول الجمهور فيه، ولا كثرة ولا قلة، ولا موالاة ولا معارضة، بل الاجتهاد سقف يظل الجميع ويحميهم لأنه علمي لا جماهيري، فالفقيه يسير أمام الجمهور لا خلفهم، ولا يعنيه من سخط ومن رضي ما دام الحكم فقهيا استوفى شروط الاجتهاد الصحيح، وإن رجع الفقيه فهو يرجع لأسباب علمية لا علاقة لها بالجمهور .
2-أما ظاهر ة رواج الدعاة وكسادهم فهذا راجع إلى خطاب الأغلبية والجمهور، وقوانين العرض والطلب على خطاب السعادة، وليس على العمل والحقائق الموضوعية في الاجتهاد الفقهي، التي تحمل تكليفا شرعيا ثقيلا على الجمهور، والداعية يسير وراء الجمهور، وليس أمامهم، لذلك أصبح التدين رأيا عاما يحدده برنامج ما يطلبه المستمعون مع قلة السالكين في طرق العمل.
3-ولخطاب السعادة مواسم يُحابي فيها المثقف والداعية الجمهور في ثقافة استهلاك واسعة على الكلام ودغدغة العواطف على حساب العمل والحقائق الشرعية، وإذا كانت كل هذه الأدعية والاستغفارات وخطابات السعادة تصلنا من الشعب فمن هم الذي يسرقوننا في السوق؟!.
الكسر في الأصول لا ينجبر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عمان أرض الرباط
8- رمضان -1446
8-3-2025