[printfriendly]
السلف الأوروبي
1-سلفهم مونتيسكيو:
مضت الأمة إلى أواخر العهد العثماني على مركزية الأمة والفقه، وفرعية السلطة والسياسية، ووفرت الأمة بذلك زخما قويا للسياسة والسلطة، وفي الوقت نفسه كان الفقه يُعدُّ مدبِّرا للعلاقة بين الأمة والسلطة، إلى أن حضر الزلزال الغربي بمعياريته الجديدة في مركزية صراع السلطة بين المعارضة والموالاة، داخل البرلمان، وتأسيس العقد الاجتماعي، وفصل السلطات حسب سلفهم مونتيسكيو وغيره.
2-فكر المعتزلة وقود إسلامي لمحركات الحداثة:
مما وفر دفعا قويا لتوظيف فكر المعتزلة مع زلزال الحداثة في خلع السلطان عبد الحميد بوصفه آخر سلطان فعلي عثمان، على يد الباطني جمال الدين غير الأفغاني، ورفيقه الشيعي حسين النائيني في كتابه تنبيه الأمة وتنزيه الملة، في التأسيس لولاية الفقيه التي استوت على يد الخميني في الحكومة الإسلامية.
3-انقلاب مركزية الأمة إلى مركزية السلطة:
مما يعني أن الفكر الاعتزالي في أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حل محل فقه الأمة عند أهل السنة والجماعة، في قواعدهم العلمية المبنيةعلى مركزية الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واختلط الأمر على جمهور المسلمين بين أهل السنة واختراقات المعتزلة للبيت السني، فتحول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد إلى حالة ثورية داخل الإسلام على الإسلام نفسه، بدلا من أن يكون مع العدو المحارب ووفق أصول أهل السنة، مما أدى إلى تصدع جدار الأمة المعرفي من مرحلة المجتهد والمقلد إلى مرحلة المعجَب والداعية.
الكسر في الأصول لا ينجبر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عَمَّان أرض الرباط
11- جمادى الأولى -1447
2-11-2025
