توفي الشاطبي منذ قرون، بعد أن صاغ الفكر المصلحي الإسلامي على أصول العقيدة والشريعة، في نظرية عامة جامعة للجزئيات على نحو مبدع، فكان ذخيرة كامنة في عابرا للقرون يهلك الله به فلسفة المنفعة في الحداثة التي أفسدت الأخلاق والسياسة والاقتصاد وأهلكت الحرث والنسل، وكأن الشاطبي رَجُل من أهل المدينة يسعى يا قوم اتبعوا المصلِحين، ولا تتبعوا سبيل المفسدين، فسبحان من علَّم الشاطبي في الأولين الرَّدَّ على مفاسد الحداثة في الآخِرين.