قد تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده أجمعوا على عدم الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، ولك أن تقول أيضا أجمعوا على عدم صلاة الظهر خمس ركعات، فأيهما العدمي المحض والعدمي الاعتباري، فنقول إن العدم الاعتباري يمكن التعبير عنه بصفة ثبوتية مثل صلى الظهر أربعا ولم يصلها خمسا، ولكن عدم الاحتفال بالمولد النبوي ليست له صفة ثبوتية يعبر بها عنه، فيكون عدما محضا، ودعوى الإجماع عندئذ تكون على العدم، وأصبحت تهدم عمومات الشريعة، وإذا جاء الإجماع الثابت على عمل الأمة كعمل الأمة على قضاء الصلوات المتروكة عمدا قيل لا دليل عليه، وأما العدم المحض فقد انعقد عليه الإجماع! مما يعني أن العدمية الدينية صارت ظاهرة اجتماعية، حقا ولدت الأمة ربتها.