1- التكفير بالذنوب يهدم الشهادتين:
إن من أصول أهل السنة والجماعة، أن الكفر يعود إلى تكذيب الله ورسوله، وجحود المسلم ما أدخله في الإسلام، وإن التكفير بالذنوب دون التحقق من جحود الإجماعات الضرورية، كجحود صلاحية الإسلام للحياة، وجحود فرضية الصلوات الخمس مثلا، أدى إلى طَمْس حقيقة الإيمان الشرعية، وإلى تكفير جُمْلة المسلمين بالرأي الفردي في الدين، وتحويل الكفر والإيمان إلى مسألة اجتهاد فردية، مما جعل من أفكار الغلو في التكفير مادة خطرة تعمل على تفكيك المجتمع، في وقت اجتمع فيه على الأمة العدوان الخارجي وتواطؤ الطوائف الباطنية.
2-التكفير بالذنوب بيئة مناسبة للفوضى الدينية:
وقد وفَّرت فوضى الغلو في التكفير بالرأي الفردي، بيئة مريضة لظهور التحلل من الدين، تمارس نفس منهجية الغلو في هدم النصوص الشرعية والإجماع، ولكن بطريقة تؤدي إلى نتيجة مختلفة، وهي التحلل من الإيمان، وهي الحكم بإيمان من نطق كتاب الله تعالى بكفره صراحة، كقوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) سورة المائدة 72، وجعل بالرأي الفردي الكفر إيمانا وأبطل أصل التوحيد والإيمان، مستبدا بالرأي الفردي ضاربا عرض الحائط بقطعيات الإجماع والنصوص الشرعية.
3- صكوك الكفران والإيمان:
وهذا يؤكد أن الغلو في الدين الذي جعل الإجماع خلف ظهره، وكفر المسلم بالرأي الفردي أدى إلى ردة فعل مشابهة في الطريقة الفردية في الكفر والإيمان، وأدى إلى إدخال من ليس مؤمنا في الإيمان كما أخرج الغلو أهل الإيمان من الإسلام، وباختصار: لكل فعل غُلُو، ردّ فعل من التحلل، مساوٍ له في المقدار، معاكس له في الاتجاه, وكما أن لله تعالى سننا في العلوم الطبيعية، فإن لله تعالى سننا في الاجتماع الإنساني، ويجب حماية المجتمع من رجال الدين المخالفين لإجماعات أهل السنة، الذين أصدروا صكوك الكفران على المسلمين، ورجال اللادين الذي باعوا صكوك الإيمان مخالفين للإجماعات العقدية، فكلاهما هادم للإجماع، والطريقة واحدة والنتائج متضاربة، فماذا بعد الحق إلا الضلال.
4-الإجماع حارس أمين لحقيقة الإيمان الشرعية:
لذلك تعد الإجماعات العقدية والأصولية والفقهية، حارسة لهذه الأمة من ظاهرة رجال الدين ورجال اللادين، ولا توجد في الإسلام صكوك كفران ولا صكوك إيمان، وكل محاولات هدم الإجماعات الثابتة، هي بداية تَشكُّل رجال دين، يتحكمون برأيهم في مسائل الكفر والإيمان، ويُعتبر الإجماع الثابت دواء فعالا في إجهاض رجال الدين ورجال اللادين وهم أجنة في بطون أمهاتهم، وعليه؛ يجب التحذير من الآراء الفردية في التكفير والإيمان، كما يجب الاستمساك بالإجماعات، لحماية المجتمع من الهدم والتفتيب بسبب حالات الرأي الفردي في الكفر والإيمان.
مقالة ذات علاقة:
وإن تعجب فعجب فتواهم…أنماط الغلو والتحلل ومتعة التسوق تحت سقف واحد
الطريق إلى السنة إجباري
عبد ربه وأسير ذنبه
14/صفر/1439
3/11/2017
عمان المحروسة