قال فرعون عند غرقه: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين)، وقبل ذلك جاء فيه ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)، كما قال الله في إيمان عرب الجاهلية: (فإنهم لا يكذبونك) وفي اليهود (فقليلا ما يؤمنون) فهذا كله إيمان بمعنى التصديق العادي اللغوي ولا يسمى إيمانا شرعيا ولا توحيدا بربوبية ولا إلهية، لأن الإيمان شرعا يكون بالإذعان والمتابعة للنبوة قبل العذاب، ومَن جعل الإيمان العادي كإيمان الفرعون والوثنيين وأمثالهم إيمانا وتوحيدا شرعا، فهذا بناء على التحجُّر على معنى الإيمان لغة، على وإلغاء المعنى الشرعي للإيمان، وهذا هو مبدأ الحداثة في فلسفة وحدة الأديان، حقا ولدت الأمة ربتها.