يبلغ الفقيه رتبة المقارنة بعدما يضبِطُ مذهبه: فروعا وقواعد ورواية وأصولا، حيث مؤسسة المذهب عائلته العلمية التي يستضيف بها المذاهب الأخرى للمعارضة وإبداء قوة النظر والحجة، وهم أيضا يستضيفونه في مذهبهم معارِضين مفيدين ومستفيدين، فكان الفقه المقارن في المذاهب المتبوعة حالةً بنائية تراكمية، ولما خرج الفقه المقارن من عائلته، أصبحَ لاجئا تحت عباءة الحداثة، وحالةً من التَّشرُّد الثقافي، والرأي والرأي الآخر، وتفكيك الشريعة، لا يكاد يثبت منها شيء، حقًّا ولدت الأمة ربتها.