من المعروف أن المودَع أمين على ما اؤتمن عليه فلا يضمن إلا في التعدي والتقصير، أما الغاصب فهو ضامن، وكذلك المؤمن أمين والكافر ضامن، لأن المؤمن لما دخل طائعا في حمل الأمانة التي عرضها الله في قوله تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، وهي أمانة التكليف في الشريعة، فإن الله عفا عن المؤمن الخطأ والسهو والنسيان لأنه مؤتمن، أما الكافر فلإعراضه عن حمل الأمانة التي أشفقت السماوات والأرض منها لعظمها، فهو ضامن مطلقا لجميع فروع الشريعة، ليس عليه عفو في خطأ ولا سهو ولا نسيان لأنه خان الأمانة ولم يحملها، فهو كالغاصب لا يدخل في الحديث (رفع عن أمتي).