1-لم يقتصر المتسامح الدموي على إضلال الناس بقوله ورأيه الخاص، بل لفّق لنفسه آيات من الكتاب العزيز، فيطوف بالسائرين إلى النار ويقول لهم قال تعالى: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) ويغطي بيده على الآيتين بعدها، وهما قوله تعالى: إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (24)، أليس الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض هو ديدَن بني إسرائيل الذين قال الله فيهم: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85).
2-وإن كان ما يقوله المتسامح الدموي وهو أن الكفر حق من حقوق الإنسان، ليس عليه حساب في الآخرة، فلماذا بُعث الرسل عليهم السلام، وماذا أبقى من قيمة الرسالة المحمدية التي جاءت لتخرج الناس من الظلمات إلى النور، ما الفرق بين المتسامح الدموي في الاستدلال وبين من يقف على قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)، أليس المتسامح الدموي في مذهبه الانتقائي والاجتزائي هو على مذهب أبي نواس في خمرياته وهو أن الله توعد المصلين بالعذاب وليس السُّكارى على مذهب أبي نواس القائل: (ما قال ربك: ويلٌ للذين سَكروا ….. ولكن قال: ويلٌ للمصلينا).
3-واضح أن المتسامح الدموي الذي يأخذ بعض الكتاب ليرد بعضه الآخر هو على منهج سلفه أبي نواس شاعر الخمريات، ولكن خمريات الفكر ورجال الدين المزيفين أشد خطرا من خمريات السُّكْر، لأن المتستر بالتسامح الديني يريد أن يهدم القرآن الكريم والسنة النبوية بآية أو بضع آيات، ويضرب كتاب الله بعضه ببعض، كما فعل أحبار بني إسرائيل من قبل، وقال الله في أتباع أحبار التحريف من بني إسرائيل: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ).
الطريق إلى السنة إجباري
walidshawish.com
27-7-2016