المرأة نصف المجتمع أم نصف العُمال
1-نصف العمال في البيت:
تمر كلمة المرأة نصف المجتمع في سياق أنه لا يجوز أن يكون هذا النصف معطلا في البيت، بوصفها كلمة عابرة دون تحليل، كلسعة من بعوضة رأسمالية لا تشعُر بوخزتها، ولكنك تشعر بِحَكة بعدها تفتك بالأسرة، وقد حقنتك بالرأسمالية بوصف المرأة عاملا في المصنع ومدِينة للبنك بالتقسيط حتى الموت، وبوصفها أيضا رشيقة تمشي الهُوَيْنا بين المكاتب، ثم تقتنع باللسعة بدون ألم، وتصبح في غفلة تتحدث أن المرأة نصف المجتمع، والمعنى في الحقيقة هي نصف العمال لا نصف المجتمع، وأنها بوصفها ربة البيت وأُمًّا وزوجة غير داخلة في الناتج القومي، مع أنها أم لأولادها ليس لدوامها نهاية إلا بالموت.
2- من يطبخ عشاء مؤسس الرأسمالية:
أ- ترانيم الإرشاد الأسْرِي لا تُصلح ما أفسدته الرأسمالية:
من يطبخ عشاء آدم سميث، ليس كلامي بل عنوان كتاب للنسوية (كاترين ماركل) في نقدها اللاذع لخرافات الرأسمالية، ولماذا حذَفَ غَضِيب الوالدين آدم سميث أمَّه من الناتج القومي مع أنها كانت تطبخ عشاءه ، فما بال هذه الخرافات الرأسمالية ما زالت تعشعش في الفكر الديني المطبِّع مع الحداثة في عمل المرأة وبِطالة الرجل، وهو ما أدَّى إلى شروخ اجتماعية فجَّرت نسبة الطلاق، ولم تعُد ترانيم التغافل بين الزوجين وأناشيد الإرشاد الأسري وترسانة القوانين قادرة على إصلاح ما أفسدته الرأسمالية، ووقف النزيف الحاد للأسرة بسبب تلك اللسعة.
ب-الطعن في الظل لا يفيد:
فهل يَفهم الفكر الديني المطبِّع الذي صدَّعَنا بالمرأة نصف المجتمع ما كتبتْه النِّسوية كاترين ماركل، وانتصرت في كتابها لأُم الجاحد آدم سميث، تلك الأم هي أكبر مؤسسة في العالم، فهل يمكن أن نضع يدنا على سبب تفكك الأسرة وزُهْد الرجل والمرأة في بيتهما، وأن أدواتنا في مشكلات الأسرة هي من الطّعن في الظل، ولا نصيب لها من الحقيقة المرة، لأن المرأة بعد هدم بيتها أصبحت وحيدة غريبة، ناهيك عن الزوج الهارب من قضايا النفقة، والأطفال الحائرين في الحضانة، فإلى متى هذا الطعن في ظِل الفِيل.
3-المرأة والرجل في زمان أنانية اللامُنتمي:
كنت أتوقع أن يعلم الدعاة الجدد أنهم عندما يقولون لجمهور النساء أنه لا يجب عليك أن تخدمي زوجك، ولزوجها: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها، أن يعلم أن خطابه هذا هو في قطار الفردانية الرأسمالية، وأنه وُسبْحته ليس سوى راكب زيادة في قطار الرأسمالية، وأن أفكاره الجزئية في سرد متشابهات النصوص هي تطبيع فكري وتكيُّف مع الواقع الذي تفرضه أزمات الرأسمالية، ولم تكن المالية الإسلامية أفضل حالا، ولا الجماعات الدينية في مركزية السلطة سوى عربات مهترئة وناشزة عن مركزية الأمة في حالة الفرد اللامنتمي.
الطريق إلى السنة إجباري
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عمان أرض الرباط
2- ذي الحجة -1446
30-5-2025
يوجد مشايخ ويوجد وليد شاويش…