كانت الكتاتيب تعِج بالمناهج التي دُرِّست قرونا، وخرَّجَت أكابر العلماء، وزعم المجددون بلا جديد أن تلك المتون والحواشي كتب صفراء جامدة ومعقَّدة، ولا بد من العودة إلى المنابع الأصيلة، واستبدلوها بكتب دينية أشبه بالقصص والسير والعلوم الاجتماعية، وصار فَتَى مناهج التجديد في حَيرة من عدم استقرارها، وذهابها وإتيانها وهي تراود فتاها عن نفسه لا ينال منها شيئا، مما فتح شهية فرويد وقومه على أن يكونوا البديل الأفضل لمناهج التدين القصصي السائل، التي لا تثبت على شيء، ولم يرجِع فتى المناهج بخُفَّي حُنين، بل رجع بقُبَّعة فرويد وسلاحف دارون.