من الباطل قطعا اعتقاد أن مشركي الجاهلية كانوا موحِّدين بالربوبية، وأن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم لم يبعث إليهم من أجل توحيد الربوبية، ولو صح توحيدهم، لصح الردُّ في قطع الخصومة إلى حكم الجاهلية في أمر شرعي وهو الإيمان، والرَّدُّ للمشركين في معنى الربوبية باطل ، لأن شركهم كان في معاني في الربوبية أصلا، بأن أصنامهم لها شِرْك وتأثير مع الله في الرِّزق والتدبير والإرادة والقدرة الإلهية، فجعلوا أصنامهم أندادا في الربوبية، وشركهم في الربوبية أدَّى بهم إلى شِرْك العبادة، حقًّا ولَدَتِ الأَمَةُ ربَّتَها.