إن اعتقاد أن العرب في الجاهلية موحدون بالربوبية بالرغم من اعتقادهم بشريك لله في معاني الربوبية في الملك والتدبير والقدرة، فلا مانع عندئذ من تسريب شِرك القدرة والإرادة إلى الإسلام، فيعتقِد أن في الأحياء قدرة على التأثير في إيجاد أفعالهم الاختيارية على مذهب طائفة القدرية، ويصح على هذا الشرك تفريع جواز الاستغاثة بالأحياء على ما يقدرون عليه، ويعتبر شركا فيما لا يقدرون عليه كالأموات،وهذا يعني أن توحيد الربوبية المزعوم للمشركين استمر في التأثير في العقائد بعد الإسلام، وليس مرحلة تاريخية انتهت، لاستمرار اعتقاد قدرة مؤثرة بالإيجاد للأحياء فيما يقدرون عليه ولهم تأثير في إيجاده، وأن هذا -بزعمهم-لا ينافي توحيد الربوبية.