تقوم الحداثة على فكرة الصراع بين الإنسان والطبيعة، والمرأة والرجل، والغني والفقير، والعقل والدين، والإله والعلم، وغزو الفضاء وقهر الصحراء، وكان من ترجمة ذلك الأصل الذي تقوم عليه أن الإنسان يموت بعد صراع طويل مع المرض، بينما يعتقد المسلم أن الله تعالى متصرف في الملك وأن ما يصيبه من مرض فإنه يتلقاه بالتسليم والرضا بقضاء الله وقدره، وأن الله هو النافع الضار، فلا وجه أبدا لدخول الصراع غير المتكافيء بين خالق قادر مريد، ومخلوق عابدٍ لله بالتسليم والرضا، ومقولة الصراع هذه تدل على ظاهرة فك ارتباط ألفاظ الشريعة عن معانيها، والمبْلَغ الذي بلغته الحداثة في حياة الناس، حقا ولدت الأمة ربتها.