حدث معي
(شرع من بعدنا)
1-اعتراض على أهل الحديث وجوابه:
في إحدى المحاضرات ذكرت مذهب الإمام أحمد في المسح على الجوربين وأنه اشترط الثخانة فيهما بحيث يمكن متابعة المشي فيهما، فزعم أحدهم أن كلام الإمام أحمد إمام أهل الحديث لا دليل عليه من كتاب ولا سنة، فبينت له عمل السلف في المسح على الجورب وأن الإمام أحمد وصف الجورب الذي مسح عليه السلف وأنه تعبد من الله وحقيقة شرعية واستنبط شرطه من الحقيقة الشرعية فيما عليه السلف وقد ضمنت تفاصيل ذلك في مقالاتي.
2-أهل الحديث هم أصحاب الخبر والنظر:
وكانت تتخلل المحاضرة صلاة الظهر ، فجاءني أحد الطلاب بعد المحاضرة وقال لي إن الحاضرين جميعا غسلوا أقدامهم في المتوضأ وهذا حدث ظاهر لم يكن يحصل من قبل، وأنهم قد تبينوا دليل الإمام أحمد، وأن البينة مع الإمام أحمد وليست مع المعترِض عليه الذي لم يفقه مذهب الإمام أحمد ولا دليله، هكذا نحمي صحة الوضوء باجتهادات أئمة الخبر والنظر، وليس بتنحيت العامة أتباع شرع من بعدنا، حقا ولدت الأمة ربتها.
تنبيه: الأمة معصومة، ويجب العودة في تفسير الروايات إلى عمل السلف وأئمة الدين، والتفسير المعاصر للروايات هو من محدثات يفترض صاحبها أن الأمة في قولها وعملها لم تفقه عن رسول الله صلى الله عليه والسلم، فالخلاف اليوم ليس مع الروايات بل مع الأفهام المعاصرة لتلك الروايات ، وهذا ما أعنيه دائما في الفكر الديني المعاصر الذي قام على إعادة تفسير النص وتجاوز عمل الأمة في المذاهب المتبوعة، بوضع أفهام العامة على النص وإزاحة فهم أئمة الدين، وحشد المتشابهات لتغبير وجوه العامة بها وإبطال صلواتهم وقطع علاقتهم بربهم لأن وضوء الماسح على الجوربين الرقيقين باطل وصلاته باطل في عمل الأمة المهدية بالمذاهب الأربعة المتبوعة المرضية
التجديد الديني، عديم المذهب، أهل الحديث، المسح على الجورب،
المحجة البيضاء
الكسر في الأصول لا ينجبر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عمان أرض الرباط
27-جمادى الأولى -1446
29-11-2024