يقصِد المتكلم إلى الترغيب في امتثال التكليف، فيخفف الأمر في نفس المأمور، فيقول اعمل لنا كاسة شاي تحبُّبًا وتألُّفًا لا تكلُّفا، مع أن مراده عدة كؤوس بعدد الأضياف، لا كأس واحد، فالدلالة الأصلية اللغوية هي كاسة واحدة ، ومراد المتكلم كؤوس، وقَصَد الآمر تخفيف الأمر على المأمور، فلو دخل الأب بيته ومعه الضيوف فقال لولده اعمل لنا كاسة شاي، وإذا بالابن يأتي بكاسة واحدة بناء على دلالة اللفظ (كاسة) المفردة متجاهلا مراد المتكلم، وهو إعداد كؤوس من الشاي لجميع الضيوف، ففهم الابن حول الدلالة التبعية المؤكدة للتخفيف على المأمور إلى دلالة أصلية، وأفسد مراد المتكلم، وما أكثر ذلك في الأفهام المنحرفة لنصوص الشريعة.