خان بنو إسرائيل الأمانة التي أمَّنها عليها عدوُّهم، فكانت سببا في عبادتهم العجل، قال الله تعالى فيهم: (وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فقد ردَّ الأمانة لأهلها الذين كانوا يحاربونه بالنهار، ويضعون الأمانات عنده بالليل، وفي حجة الوداع خطب فيهم (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ)، هكذا تفهم قريش التوحيد، عندما يخطب الرجال الأمناء على المال.