إن اعتقاد أن حقيقة الوجود واحدة، وأن الوجود لا يكون إلا في مكان، والذي ليس في مكان هو العدم، يعني وجود معنى مشترك بين الله ومخلوقاته هو المكان، ولكن الله-سبحانه-يختلف عن مخلوقاته بالكيف لا بالحقيقة، وبناء على وحدة الوجود هذه يَصح سؤال أين المكان لله تعالى، ويكون نفي المكان عن الله في هذه الفلسفة يعني عدم الإله، لأن المكان من لوازم الوجود المشترك بين الله وخلقه، أما إذا أبطلنا وحدة الوجود، وقلنا إن الله تعالى واحد في الحقيقة، والمخلوقات ليست شريكة له في الحقيقة، فإن سؤال أين المكان يصبح باطلا، لأن الله خالق المكان، والمخلوقات ليست صفات، والله-سبحانه- فوق فيزياء الزمان والمكان، ونفي المكان عن الله تعالى، دليل توحيده واستغنائه تعالى عن مخلوقاته، لا دليل عدمه، ووحدة الوجود من العتبات المقدسة للإلحاد.