خوازميات الفكر  الديني وميكانيكا السياسة (موقف الجماعات الدينية من إيران نموذجا)

خوازميات الفكر  الديني وميكانيكا السياسة

(موقف الجماعات الدينية من إيران نموذجا)

1-تجديد البحث النظري في الاجتهاد الفقهي:

إن السياسة الشرعية وقرار الحرب جزء منها، يرجع في بنيته الفقهية إلى مصالح كلية في حفظ الضروريات الخمس مع التكلميلي، وحراستها من جانب الإضرار بها بدرء المفاسد عنها، ويجب على المجتهد بالفقه والسياسية أن يجدد النظر  فيها ولا يكتفي بالمسائل المشابهة السابقة لها، فكل مسألة لها مشخصاتها الزمانية والمكانية وارتداداتها على المصالح الكلية.

2-الفكر الديني المتجاوز  خوازمي ميكانيكي.

لكننا نجد أن الجماعات الدينية المعاصرة لا تحتاج إلى نظر، فنظرها هو باعتبار فكر الجماعة، لا عجب أنك تستطيع أن تتنبأ بمواقف هذه الجماعات مسبقا في طرح أي مسألة فلو طرحت حكم المظاهرات والإضراب مثلا فستجد الفريقين في نفس الموقف معها أو ضدها، وكذلك إذا بحثت تاريخيا عن الموقف من إيران وضرباتها للعدو فستجد أن موقف الجماعات لا يحتاج نظر في المصالح، لأن المواقف متخذة هي بحسب الرؤية الفكرية للأب المؤسس للجماعة، والمواقف التقليدية السابقة، وعليه فإن الفكر الديني المتجاوز  ليس اجتهاديا في نظر فقهي بل تحركه خوارزميات الرؤى الفكرية، وتجعل من السياسة عملية ميكانيكية تلقائية.

3-عبثا تحاول يا صديقي:

إذا راجعت مواقف هذه الجماعات الدينية المتناقضة في مركزية السلطة،  ومواقفها من إيران وحربها مع العدو  فلا داعي أيها الصديق العزيز أن تبحث في الفقه وميزانه في جلب المصالح والمفاسد ورتبها في الضروري والتكميلي على فلسطين والأمة، وتتوقع موقفا مغايرا للسيرة الذاتية السابقة، بل ستجد أنها مواقف تقليدية مكررة تحكمها رؤية الجماعة وليس الميزان الفقهي في الاجتهاد النظري في السياسة والفقه، فنَم قرير العين في الماضي والمستقبل، ولا تجرب المجرب، فالتاريخ شاهد، ولا ينبئك مثل خبير.

الكسر في الأصول لا ينجبر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عمان أرض الرباط

17- ذي الحجة -1446

14-6-2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top