دور الفكر الديني المعاصر  في هدم الخلافة العثمانية

دور الفكر الديني المعاصر  في هدم الخلافة العثمانية

1-الفكر الديني المعاصر وهدم الخلافة العثمانية:

قام الفكر الديني المعاصر على صناعة النهضة تأثرا بأوروبا وأن النهضة تكون بمرجعية السلطة للشعب بموجب الدستور، وقد تولى الباطني المعتزلي جمال الدين الأفغاني كِبْر هذه الدعوة في مواجهة الخلافة العثمانية، لأنها متغلبة في نظر الفكر المعتزلي والحداثي، وبما أن المذاهب الفقهية السنية تقف إلى جانب السلطان عبد الحميد لأنها تُرجح ضروري الجماعة وحقن الدماء ومواجهة الغزو الخارجي والباطني على تكميلي العدالة والبيعة، كان لا بد من تجاوز  هذه المذاهب المتبوعة، التي تقف إلى جانب الخلافة العثمانية في وجه المعتزلي الباطني والفكر الحداثي، الذي اخترع لقب علماء السلطان لتشويه أئمة الدين مع السلطان، وفي عرس البغل الذي أقامه الأفغاني تحولت الشريعة إلى صراع المعارضة والموالاة، وصارتا  قيودا على تفسير النص في مركزية السلطة وهامشية الشريعة ، فزادهم الله خبالا على خبال وضياعا على ضياع، جزاء ما تنكبوا المحجة البيضاء.

2-الفكر الديني المعاصر وهدم الدولة القطرية:

إذن،ظهرت دعوة العودة إلى المنابع الأصيلة في الكتاب والسنة وإحياء فكر  جديد بديل للمذاهب المتبوعة في مواجهة الخلافة العثمانية، وهو فكر قائم على مركزية السلطة لا مركزية الشريعة، وبعد أن ساهمت حركات الإصلاح المزعوم في هذه الدعوة الفكرية في إسقاط الخلافة، وتحويل الأمة إلى الهامش والدولة القطرية بقي هذا الفكر  مستمرا  لمحاربة المتغلب بنفس الأسلوب مع الدولة القُطرية، التي هدمت بها الخلافة العثمانية، لتحويل الشعوب العربية من الهامش بعد سقوط الخلافة، إلى هامش الهامش، وجماعات بشرية تعيش حياة الإنسان الأول، فهذا الفكر الديني المعاصر قام على مُشاقة الجماعة وتولي الحداثة والاعتزال في إعادة النظر  في النص، وتجاوز  المحجة البيضاء في المذاهب المتبوعة، وهو بعد مائة عام من عرس البغل في تجديد الدين لم يولَد له خير، لأن فكر الحداثة والطوائف عقيم لا يلد، غير قادر على أن يقدم ما ينفع هذه الأمة، سوى خطاب السعادة الخالي من التكليف.

الخلافة العثمانية، أصول الاجتهاد، عديم المذهب، اللامذهبية، نظام الحكم في الإسلام، فكر النهضة، جمال الدين الأفغاني، ولاية المتغلب، الإسلام والحداثة

 الكسر  في الأصول لا ينجبر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان الرباط

15-ذي الحجة-1445

21-6-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top