عندما كان الدليل بين المجتهدين استطاع كل مذهب من المذاهب الأربعة المتبوعة، أن يكتب للأمة خطابا موحدا فيما يعرف بالمعتمد للفتوى، وإذا نظرت إلى الأصول وجدت الأربعة مذاهب مرضية عند الجميع وأنها كجدران الكعبة الأربعة، تجزئك الصلاة إلى جدار توجهت، ولما أُلغيت رتبة التقليد، وضاعت شروط الاجتهاد، ظهرت حالة التنحيت التي يصنع العامي فيها من المتشابهات شريعة وهمية، يدور معه الدليل حيث دار، وقُل ما شئت فلِكلٍّ دليله، في زمن الدليل الدوار، وظهرت شريعة إعلامية وهمية تشبه الشريعة الفقهية وما هي بشريعة، حقا ولدت الأمة ربتها.