1-هذا السؤال طُرح علي سابقا، وهو يفترض أن مدارس فقه السلف هي أربع نسخ من الإسلام وهو افتراض غير صحيح، فهي ليست كذلك، بل يجب على من يدخل الإسلام أن يعتقد أن دينه هو كتاب الله وسنة رسوله، وهو مقتضى الشهادتين، والكتاب والسنة هما دين المسلمين وليسا مذهبا لأحد، أما المدارس الأربع فهي طريقة نظر في الكتاب والسنة، تتفق معا في الإجماعات الفقهية، وأحيانا تتعدد الاجتهادات المأذون فيها شرعا.
2-هو ما يعرِّف المسلم الجديد بخيارات علمية أذنت بها الشريعة، مما يوسع مدارك المسلم الجديد، ويعطيه صدرا واسعا في التلقي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، بين مجتهد مأجور بأجرين، ومخطيء بأجر واحد، لا بين حق فاضل وباطل جاهل.
3-وإذا إذا كان المسلم الجديد تابعا للأديان التي تقوم على الكهنوت والسر المقدس، فهنا يفهم المسلم الجديد تنوعا منضبطا تحت سقف الشريعة، وأن هذه الشريعة لا يوجد فيها رجال دين، وأن المرجع النهائي للمسلمين هو الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم مبلغ عنه، أما إذا كان المسلم الجديد ملحدا وكان لا يعتقد فرقا بين كل الأديان الباطلة والإسلام، فإن في تعدد اجتهادات الفقهاء سعة له في دينه، ومساعدة له على التخلي عن فوضى المعرفة، في ظل تعدد الاجتهاد الشرعي المعتبر.
4-ومدارس فقه السلف الأربع ستكون مرجعا عدلا ووسطا، للقادم من كهنوت الأديان، أو من فوضى الإلحاد، وهذا مهم لإقامة مجتمع صالح تتعدد فيه الاجتهادات بحسب حاجة البشر، وينبذ كهنوت رجال الدين في الأديان الوضعية والمحرفة، وفوضوية الرأي في الفكر اللاديني الإلحادي، وهذا يعني أن مدارسنا الفقهية الأربع هي حاجة للتعدد في الاجتهاد، وحماية من الفوضى في الوقت نفسه.
مقالة ذات علاقة: هل مدارس فقه السلف الأربع هي أربع نسخ من الإسلام
وكتبه الراجي عفو ربه
د. وليد مصطفى شاويش
عمان المحروسة
11-7-2016