إن سورة القدر تُبين أن زاوية النظر نزولٌ من السماء إلى الأرض، فالنزول للقرآن، وكل أمر من خير أو شر، وتُفوج الملائكة إلى الأرض أفواجا بعد إذنٍ الهي، برفقة الروح جبريل عليه السلام ، كتفويج الحجاج إلى عرفة حتى مطْلَع الفجر، وترى الملائكة طاعات لا تفعلها في السماء، فتسمع أنين العصاة النادمين، الذي هو أحب إلى الله من صوت المسبِّحين، وترى كَرَم الذين يُطعمون المعتكفين، والمعتكفين الذين يأكلون ويحمَدون، الذين قالت الملائكة فيهم يوما: (أتجعل فيها من يفسد فيها)، وحال الملائكة يقول: يا أهل الأرض:ما زال شرف المنافسة على طاعة الله تعالى بيننا وبينكم منذ قال ربنا: إني جاعل في الأرض خليفة! فماذا أنتم فاعلون هذه الليلة؟!