عندما تَرِد النصوص الشرعية بإطلاق كلمة الكفر، وهي مقيدة أو مخصوصة بنصوص أخرى، فإن المجتهد يعمل على الجمع لا على الترجيح،أما غلاة تكفير المسلمين بالجملة، فيخْفُون المحْكَم المقيَّد، ويُبْدون للعامة المطلق المحتمِل، ويكتمون ما عليه الفتوى في المذاهب الأربعة المحررة التي عليها عمل الأمة، ويُضِلُّون العوام بالمتبادَر من الروايات المطلقة في تكفير المسلمين غيابيا كتارك الصلاة تكاسلا، وهذا يعني أن الذي أهلَك هذه الأمة هو تتبُّع المتشابه وهو المطلق المحتمِل، وهَجْر المقيَّد الذي هو مُحكَم في مَحَلِّه، وهذا سبب التفرُّق في الدين، وشَرْذمة الأمة إلى أقليات مُرتَدِّين بسبب مفارقة عمل الأمة، والتفسيرات المعاصرة للروايات المطلقة، وقد آن للأمة أن تستعيد جماعَتها.