فلسفة الشريك لله في القدر المشترك بين الشريعة والطبيعة
1-فلسفة الطبيعة ما خرج عن الحس لا يكون عِلْما:
فلسفة وحدة الوجود في القدر المشترك بين الخالق والمخلوقات انتزعت صفات الباري سبحانه من مبادئ الطبيعة، في المكان والزمان والحركة والثقل وغير ذلك، وتنكبت طريق السلف الذين نهوا عن الخوض في ماهية ذاته سبحانه والصفات في ماهيتها تبع للذات، ولكن الولع بالمتشابهات أدى إلى أن يبحث دعاة وحدة الوجود في القدر المشترك بين الله ومخلوقاته، وأن يدعوا أن المخلوقات شريكة لله في الحقيقة، وبنوا بنيانهم الذي ريبة على شفا جُرف هارٍ من هذه الفلسفة الطبيعية التي تدعي أن المخلوقات شريكة لله في الحقيقة، لأن ما خرج على الحس -بزعمهم- لا يكون علما.
2-نفي الشريك عن الله من محكمات الشريعة:
ثم زعموا أن التوحيد يكون في الكيف لا في الحقيقة، مع أن نصوص الكتاب والسنة والسلف نفْي الشريك لله تعالى ولو في ذرة ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ )، فكيف بمن يجعل مع الله شريكا في الحقيقة الإلهية، ونصوص الشريعة قاطعة في نفي الشرك مطلقا من غير استثناء ولا تخصيص ولا تقييد، فكيف يتأول أتباع فلسفة القدر المشترك القائم على مبادئ الحس والطبيعة ما جاءت به من محكم الكتاب والسنة في الشريعة، ولو أنهم ساروا على درب السلف رضي الله عنهم والتزموا الجماعة لكان خيرا لهم.
الفرق الإسلامية، وحدة الوجود، أقسام التوحيد، توحيد الألوهية، توحيد الربوبية، القدر المشترك، التوحيد.
المحجة البيضاء
الكسر في الأصول لا ينجبر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عمان أرض الرباط
24-ربيع الأول-1446
28-9-2024
جزاكم الله خيرا