1-الأردن هو الظهير الآمن لفلسطين:
إن الأردن في حملاته الشعبية لنصرة غزة استطاع أن يقدم يد الواجب لغزة لأن جبهته الشعبية متماسكة، تحت قطعي الأمن والاستقرار، وعصمة الدماء والأموال، فلولا قطعي الأمن والاستقرار وعصمة الدماء والأموال لما استطاع أن يقدم شيئا، ولكان مشغولا بنفسه بدلا من انشغاله بيد الواجب تجاه غزة.
2-الصدام الداخلي ضرر عام على غزة:
وإن التظاهر من أجل غزة ومساندتها سيبقى مطلوبا ما دام في ذلك إظهار للشعار وبالشروط الضرورية في عصمة الدماء والأموال ولزوم الجماعة، دون تفريق بين الشعب والدولة، لأن الشعب والدولة لا ينفصلان في الواقع فالشرطي من الشعب، والمتظاهر أخو الشرطي، فإذا أخلَّت هذه المظاهرات بقطعي الأمن والاستقرار، وتتطايرت فيها صيحات الفتنة المنتنة، الداعية إلى الصدام الداخلي، فهذا يعني أن المظاهرات قد تحولت من وجهتها إلى نصرة غزة، وتحولت إلى تهديد الضروري في الحياة والأمن للأردن الذي هو الظهير الآمن والمخلص لأهلينا المرابطين في غزة، مما يعني أن الصدام سيكون ضد غزة وصمودها الأسطوري في وجه العدو.
3-ما القطعي الذي لا يقبل التفاوض ولا أن يكون مرجوحا:
وعندئذ تصبح الخطوة إلى الوراء مطلوبة من المتظاهرين والأمن معا، ويجب النهي عن الهتافات المنكرة التي تفسد الجماعة ووحدة الصف الداخلي، ويجب صرف النظر عن التلاوم فيمن المصيب من المخطئ، لأن الصدام وتهديد قطعي الأمن واستقرار الحياة المعصومة ضرر عام لا يعرف المصيب من المخطئ، والمتضرر الأكبر من الفتن هم ضعفة المسلمين، وعندئذ في هذه الفتنة يكون النائم خير من القائم، والقائم خير من الماشي، وإن تماسك الجبهة الداخلية قطعي ضروري غير قابل للتفاوض والتنازل والنقاش، ويجب أن يكون محددا للوقت الذي تصبح فيه الخطوة إلى الوراء فضيلة، والفتنة عمياء والشقي فيها سعيد، والحليم حيران، وليس الفقه أن تميز بين الخير والشر، بل الترجيح بين خير الخيرين، وشر الشرين.
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)
الطريق إلى السنة إجباري
الكسر في الأصول لا يَنْجبِر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عَمان الرباط
22-رمضان-1445
1-4-2024