1-اضطرب الفكر الحداثي في فهم السببية على تفسيرات عدة، ذكرتُها في مقالة تفسيرات الحداثة للخلق، حيث تكون الطبيعة مؤثرة في الخلق والإيجاد بذاتها، وتتفق على إنكار الخلق الإلهي بالإيجاد والإمداد، وسَرَى ذلك إلى فلسفة مبادئ الحق الطبيعي في القانون، وتزداد خطورة الحداثة في بناء فلسفتها السببية على عقائد الطوائف الإسلامية التي تزعم وجوب الأصلح على الله لعباده والتحسين والقبح الذاتي للأشياء بوصفها عللا وأسبابا لأحكام الله-سبحانه.
2-أما التوحيد في الإسلام فالله يحكم كما يشاء على علمه وحكمته، من غير تبعية للأسباب، ولا لأمر وجَب عليه، بل يشرع الله تعالى الأصلح لعباده رحمة وتفضُّلا، وقدرتُه على الخلق تامة لا تُكمِّلُها الطبيعة وإرادةُ الإنسان وقدرتُه، وقانون السبية مخلوق لا يجري بنفسه بل بإمداد مستمر من الله تعالى، ولو قَطَع الله الإمداد عن الكون لَـحْظةً لَزال بأسبابه ومسبَّباته وقوانينه، (إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ).