تحير بعض المسلمين أيهما أصوب تحريم القص أم كراهته، أم إباحته تبعا للخلاف الفقهي في المسألة، فيظن أنه لو أخذ بحكم الإباحة فهو آثم عند الله على القول بالتحريم، وهذه نظرة موغلة في الضيق، لأن النظر هنا ليس على ما يقتضيه مذهب بعينه، بل على ما هو أوسع، وهو ما تقتضيه الشريعة الجامعة مِن الاعتبار للمذاهب الأربعة، من حيث إن تلك الأحكام بين العزيمة في تحريم القص، واليُسرِ في إباحته، فمن أخذ بالعزيمة فهو في فضل الله، ومن أخذ باليسر فهو في رحمة الله، وكلاهما من الشريعة، ولكن الإثم في تَتَبُّع الأقوال الشاذةِ عن الشريعة، وارتكاب الحرام المتفق عليه، وهو الذي يخلو من الاعتبار، ويجب فيه الإنكار.