إذا جحد المعاند صِدْق الرسول أحال الرسولُ المعاند إلى الدليل الشرعي العقلي الذي هو شاهد الله في نفس المعانِد، لأن الدليل العقلي دليل بنفسه، لا تتوقف صحته على صدق المخبِرِ به، فإنْ أذعَن المعاندُ للدليل الشرعي العقلي ردَّه النبي بعد ذلك إلى الدليل النقلي من أمر ونهي للعمل به، وهذه هي حجة الله البالغة أن النقل أصل والعقل شاهد، ومن تلبيسات الشيطان على الناس توهُّمُ أن القرآن دليل نقلي لا عقلي، وأن يُسمَّى الظلامي المعاند للشريعة عقلانيا أو تنويريا، وهو من قلب الحقائق في زمن الزَّيف المقدَّس، حقا ولَدَت الأمة ربتها.