بما أن الحداثة تنكر الحق الثابت فهذا يعني أن تقرير الحق تصنعه القوة الغالبة في الولاء أو المعارضة، فصراعات الولاء والمعارضة بين المسلمين هي جزء من صناعة الحداثة، وأصبحت مهيمنة على تفسير الشريعة وقيودا متحكمة على فهمها، ولكن الشريعة جاءت بالحق من عند الله، (وقل الحق من ربكم)، وعليه فإن الآمِرِين بالمعروف والناهين عن المنكر هم أهل الولاء للحق ، والمعارضة لمن عاند الحق، وهذا يعني أن الشريعة ستعيد اعتماد أوراق المعارضة والموالاة على نحو مختلف عن تناقضات الحداثة في الولاء والمعارضة التي فرَّقَت الدين، وجعلَت أهْله شِيَعًا.