كنت أظن الغزالي هو المبتدأ وابن رشد الحفيد الخبر
1-ذكرت سابقا في مقالتي (بين ابن رشد الحفيد و حجة الإسلام الغزالي) ، وقلت فيها إن الغزاليَّ هو المبتدأ وابنَ رشد هو الخبر، حيث كان الغزالي هو الفعل في التأليف وابن رشد ردة الفعل في الرد عليه، ولكن لما رأيت احتفال ابن رشد الحفيد بكتاب فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة، وأنه يستند إليه في رده على الغزالي، فصار الأمر كأن الغزالي يرد على الغزالي، وصار الغزالي هو المبتدأ وهو أيضا الخبر، ولم يبق لابن رشد من الجملة إلا الضمير الذي اشترطه النحاة في الخبر ليعود على المبتدأ، لإحكام الربط بين المبتدأ والخبر.
2-هذا ما أقوله لمن يسعى إلى إحياء الحداثة من الرشدية بوصفها صناعة محلية بدلا من الدهرية المستوردة من الغرب، وللهروب من تهمة العمالة الثقافية للغرب إلى توطين الحداثة من الفلسفة الرشدية باعتبارها منتجا محليا، لذلك أقول لهم: الغزالي هو المبتدأ وهو أيضا الخبر وليس ابن رشد سوى الضمير العائد على المبتدأ، مع التقدير الخاص لمصنفات ابن رشد الفقهية، فهي التي جعلته ضميرا صالحا يعود على المبتدأ، لولاها لم يصلح أن يكون ولو ضميرا.
الروح المسافرة
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عمان أرض الرباط
20- رمضان -1446
20-3-2025