كيف يحصل الإجماع
1-المحكمات سبب للوفاق ولو تناءت الأقطار وانعدمت الاتصالات:
أشكل في هذا الزمان حصول الإجماع من المجتهدين، وشكك بعض الدعاة الجدد في إمكان حصوله لترامي أطراف المعمورة، وعدم إمكانية التواصل بين المجتهدين، ولكن إذا علمنا أن الواقع والمسافة المكانية والزمانية والعدد وإمكان الاجتماع لا علاقة له باستنباط الحكم الفقهي، لأن الحكم الفقهي مستنبط من الأدلة الشرعية لا من الواقع، وأن الأئمة حصروا الأدلة المتفق عليها والقواعد الخاصة بها، وعينوا المحكمات التي تُردُّ لها المتشابهات، مما يعني أن الزمان والمكان وإمكان التواصل بينهم لا علاقة له بالاستنباط ووقوع الإجماع، كما يدعي المشككون في الإجماع.
2-التواصليات سبب للشقاق:
بل إن وفرة التواصليات مع الجهل برد المتشابهات للمحكمات كانت سببا في اضطراب الجماعات الدينية في الشهادتين والكفر والإيمان والفئة الباغية والفرقة الناجية مع التقارب الزماني والمكاني وتوافر الاتصالات، لأن الدعاة الجدد يعيدون النظر في النص توهما منهم أن ذلك سيغير الفقه المستنبَطـ، بناء على مذهبهم الطبيعي في أن الواقع أصل، ويعيد النظر في الفقه ليوافق الواقع ومستوى التفكير عندهم في اختراع الرَّبة التي تشبه الشريعة وليست منها، خلافا للفقه الإسلامي الذي يجدد بإعادة النظر في الواقع ليكون موافقا للشريعة، وشتان بين مُشرِّق ومُغَرِّب، حقا ولدت الأمة ربتها.
حجية الإجماع، فقه الواقع، التجديد الديني، أصول الاجتهاد، أصول الإفتاء، الجماعات الإسلامية، المتشابه والمحكم، فقه السلف، أسباب الاختلاف في الاجتهاد
المحجة البيضاء
الكسر في الأصول لا ينجبر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عَمَّان/ الرباط
8-ربيع-1446
12-9-2024