لماذا اتسع توحيد الربوبية لأبي جهل وفرعون  وضاق توحيد الألوهية بالمسلمين

لماذا اتسع توحيد الربوبية لأبي جهل وفرعون  وضاق توحيد  الألوهية بالمسلمين

1-لماذا توحيد الربوبية لأبي جهل وفرعون:

إن فلسفة وحدة الوجود في المعنى المشترك والحقيقة الواحدة بين الخالق والمخلوق، مبنية على إلغاء المعنى الشرعي للتوحيد: وهو إثبات ذات لا تشبه الذوات، والتحجر عل الوضع اللغوي للتوحيد، وهو نسبة الشئ للواحد، وهذا التوحيد بالمعنى اللغوي حاصل للوثنيين العرب الذين يعتقدون أن الرب واحد ولكن الأصنام تقرب له زلفى، فبناء على التحجر على المعنى اللغوي وفك ارتباط التوحيد عن المعنى الشرعي يظهر أن فرعون وأبا جهل من الموحدين بالربوبية، وذلك في فلسفة وحدة وجود واضحة ترفض ثنائية المعنى اللغوي والشرعي وتقتصر على اللغوي وتلغي الشرعي.

2-لماذا شرك العبادة للمسلمين:

وبناء على التعريف اللغوي للعبادة وهو كمال الانقياد والتذلل فإن من قال يا رسول الله اشفع لي، فقد دعا غير الله لأن الدعاء هو العبادة والعبادة هي الانقياد لغة، فيكون القول يا رسول الله اشفع لي أو خذ بيدي عبادة لغير الله بالمعنى اللغوي، ولكن إذا قلنا العبادة بالمعنى الشرعي هي: قصد التقرب مع اعتقاد ألوهية المعبود، فلا يكون كافرا لأن الداعي لا يعتقد ألوهية الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يكون عابدا له، بل يكون معتقدا أن هذا الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم لمحض فضل الله عليه، لا أَن للنبي تأثيرا في الإرادة الإلهية، كعقيدة المشركين في الاشتشفاع بالصالحين.

3-نتائج فلسفة أن المخلوقات شريكة لله في الحقيقة وأنه-سبحانه- مختلف بالكيف:

يتبين من ذلك أن فلسفة وحدة الوجود في حقيقة الوجود الواحد في المعنى المشترك بين الله ومخلوقاته، لا تقبل تفسير النص بالمقتضى الشرعي، بل تتحجر على اللغة، وتلغي مراد المتكلم، وليس إنكار المجاز  عند هذه الفلسفة مسألة لغوية، بل هي رؤية فلسفية وجودية تؤسس إلى لغة تلغي ما قام عليه الفقه الإسلامي في ثنائية المعنى اللغوي والشرعي، ضمن رؤية فلسفية مادية في اللغة.

4-إعادة تفسير الإله-سبحانه- بعد إلغاء ثنائية الشرع واللغة:

 ثم بعد ذلك يعاد تفسير  الإله من خلال هذه الفلسفة، ضمن مبادئ الطبيعة في الزمان والمكان وحلول صفة الكلام في المخلوقات، وقِدَم العالم، وقيام الحوادث بالذات بناء على أن الإله-سبحانه- من جنس المخلوقات في الحقيقة الواحدة وهي القدر المشترك، لكنه-سبحانه- مختلف بالكيف، وقِدم الحوادث بالذات الإلهية هو تعبير تلطيفي لوحدة الوجود عن كون المخلوقات صفات الله سبحانه.

5-إقامة محاكم التفتيش لمخالفي فلسفة القدر المشترك:

 وبناء على فلسفة وحدة الوجود هذه نُصبت محاكم التفتيش لأئمة الدِّين وطُعن في دينهم تحت بند عقيدة المؤلف، مما يعني أن تكفير أهل السنة وتبديعهم بالجملة وتفريق دينهم وجماعتهم، ومن لم يكن مبتدعا فإنه مصاب بالتوبة الفجائية قبل الموت، كل ذلك كان بموجب نظر فلسفي وجودي لغوي لا شرعي يستفاد من الشريعة.

وحدة الوجود، تقسيم التوحيد، توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، الفرقة الناجية، المذهب الطبيعي، الغلو في التكفير، القدر المشترك، فلسفة اللغة، إنكار  المجاز ، فلسفة اللغة، فتنغشتاين، اللغة البراغماتية، البنيوية، التفكيكية.

المحجة البيضاء

الكسر في الأصول لا ينجبر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان/ الرباط

7-ربيع-1446

11-9-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top